16 septembre 2015
يوميات جرح فلسطيني
يوميات جرح فلسطيني
- نحن في حلّ من التذكار
- فالكرمل فينا
- وعلى أهدابنا عشب الجليل
- لا تقولي: ليتنا نركض كالنهر إليها،
- لا تقولي!
- نحن في لحم بلادي.. وهي فينا!
- لم نكن قبل حزيران كأفراح الحمام
- ولذا، لم يتفتّت حبنا بين السلاسل
- نحن يا أختاه، من عشرين عام
- نحن لا نكتب أشعاراً،
- ولكنا نقاتل
- ذلك الظل الذي يسقط في عينيك
- شيطان إله
- جاء من شهر حزيران
- لكي يصبغ بالشمس الجباه
- إنّه لون شهيد
- إنّه طعم صلاة
- إنّه يقتل أو يحيي
- وفي الحالين.. آه!
- أوّل الليل على عينيك، كان
- في فؤادي، قطرة قطرة من آخر الليل الطويل
- والذي يجمعنا، الساعة، في هذا المكان
- شارع العودة
- من عصر الذبول.
- صوتك الليلة،
- سكين وجرح وضماد
- ونعاس جاء من صمت الضحايا
- أين أهلي؟
- خرجوا من خيمة المنفى، وعادوا
- مرة أخرى سبايا!
- كلمات الحب لم تصدأ، ولكن الحبيب
- واقع في الأسر.. يا حبي الذي حملني
- شرفات خلعتها الريح
- أعتاب بيوت
- وذنوب.
- لم يسع قلبي سوى عينيك
- في يوم من الأيام
- والآن اغتنى بالوطن!
- وعرفنا ما الذي يجعل صوت القبّرة
- خنجراً يلمع في وجه الغزاة
- وعرفنا ما الذي يجعل صمت المقبرة
- مهرجانا.. وبساتين حياة!
- عندما كنت تغنين رأيت الشرفات
- تهجر الجدران
- والساحة تمتد إلى خصر الجبل
- لم نكن نسمع موسيقى
- ولا نبصر لون الكلمات
- كان في الغرفة مليون بطل
- في دمي من وجهه صيف
- ونبض مستعار
- عدت خجلان إلى البيت
- فقد خر على جرحي شهيداً
- كان مأوى ليلة الميلاد
- كان الانتظار
- وأنا أقطف من ذكراه عيداً
- الندى والنار عيناه
- إذا ارددت اقتراباً منه غنى
- وتبخرت على ساعده لحظة صمت وصلاة
- آه سميه كما شئت شهيداً
- غادر الكوخ فتى
- ثم أتى لما أتى
- وجه إله
- هذه الأرض التي تمتص جلد الشهداء
- تعد الصيف بقمح وكواكب
- فاعبديها
- نحن في أحشائها ملح وماء
- وعلى أحضانها جرح يحارب
- دمعتي في الحلق يا أخت
- وفي عيّني نار
- وتحررت من الشكوى على باب الخليفة
- كل من ماتوا
- ومن سوف يموتون على باب النهار
- عانقوني، صنعوا مني.. قذيفة!
- منزل الأحباب مهجور.
- ويافا ترجمت حتى النخاع
- والتي تبحث عني
- لم تجد مني سوى جبهتها
- أتركي لي كل هذا الموت، يا أخت
- أتركي هذا الضياع
- فأنا أضفره نجماً على نكبتها
- آه يا جرحي المكابر
- وطني ليس حقيبه
- وأنا لست مسافر
- إنّني العاشق، والأرض حبيبه
- وإذا استرسلت في الذكرى!
- نما في جبهتي عشب الندم
- وتحسرت على شيء بعيد
- وإذا استسلمت للشوق،
- تبنيت أساطير العبيد
- وأنا آثرت أن أجعل من صوتي حصاه
- ومن الصخر نغم!
- جبهتي لا تحمل الظل.
- وظلي لا أراه
- وأنا أبصق في الجرح الذي
- لا يشعل الليل جباه!
- خبئي الدمعه للعيد
- فلن نبكي سوى من فرح
- ولنسم الموت في الساحة
- عرسا.. وحياه!
- وترعرعت على الجرح، وما قلت لأمي
- ما الذي يجعلها في الليل خيمه
- أنا ما ضيّعت ينبوعي وعنواني واسمي
- ولذا أبصرت في أسمالها
- مليون نجمه!
- رايتي سوداء،
- والميناء تابوت
- وظهري قنطرة
- يا خريف العالم المنهار فينا
- يا ربيع العالم المولود فينا
- زهرتي حمراء
- والميناء مفتوح،
- وقلبي شجرة!
- لغتي صوت خرير الماء
- في نهر الزوابع
- ومرايا الشمس والحنطة
- في ساحة حرب
- ربما أخطأت في التعبير أحياناً
- ولكن كنت (لا أخجل) رائع
- عندما استبدلت بالقاموس قلبي!
- كان لا بد من الأعداء
- كي نعرف أنا توأمان!
- كان لا بد من الريح
- لكي نسكن جذع السنديان!
- ولو أن السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب
- ظل طفلاً ضائع الجرح.. جبان.
- لك عندي كلمه
- لم أقلها بعد،
- فالظل على الشرفة يحتل القمر
- وبلادي ملحمة
- كنت فيها عازفاً.. صرت وتر!
- عالم الآثار مشغول بتحليل الحجارة
- إنه يبحث عن عينيه في ردم الأساطير
- لكي يثبت أني:
- عابر في الدرب لا عينين لي
- لا حرف في سفر الحضارة!
- وأنا أزرع أشجاري. على مهلي
- وعن حبي أغني!
- غيمة الصيف التي.. يحملها ظهر الهزيمة
- علّقت نسل السلاطين
- على حبل السراب
- وأنا المقتول والمولود في ليل الجريمة
- ها أنا ازددت التصاقا.. بالتراب!
- آن لي أن أبدل اللفظة بالفعل وآن
- لي أن أثبت حبي للثرى والقبرة
- فالعصا تفترس القيثار في هذا الزمان
- وأنا أصغر في المرآه
- مذ لاحت ورائي شجره
- موقع موضوع
Publicité
Publicité
Commentaires