16 septembre 2015
عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين
- عيونك شوكة في القلب
- توجعني.. وأعبدها
- وأحميها من الريح
- وأغمدها وراء الليل والأوجاع.. أغمدها
- فيشعل جرحها ضوء المصابيح
- ويجعل حاضري غدها
- أعزّ عليّ من روحي
- وأنسى، بعد حين، في لقاء العين بالعين
- بأنّا مرة كنّا وراء، الباب، اثنين!
- كلامك كان أغنية
- وكنت أحاول الإنشاد
- ولكن الشقاء أحاط بالشفقة الربيعيّة
- كلامك.. كالسنونو طار من بيتي
- فهاجر باب منزلنا، وعتبتنا الخريفيّة
- وراءك، حيث شاء الشوق..
- وأنكسرت مرايانا
- فصار الحزن ألفين
- ولملمنا شظايا الصوت!
- لم نتقن سوى مرثية الوطن
- سننزعها معاً في صدر جيتار
- وفق سطوح نكبتنا، سنعزفها
- لأقمار مشوهّة.. وأحجار
- ولكنيّ نسيت.. نسيت يا مجهولة الصوت:
- رحيلك أصدأ الجيتار.. أم صمتي؟!
- رأيتك أمس في الميناء
- مسافرة بلا أهل.. بلا زاد
- ركضت إليك كالأيتام،
- أسأل حكمة الأجداد:
- لماذا تسحب البيّارة الخضراء
- إلى سجن، إلى منفى، إلى ميناء
- وتبقى رغم رحلتها
- ورغم روائح الأملاح والأشواق،
- تبقى دائماً خضراء؟
- وأكتب في مفكرتي:
- أحبّ البرتقال.. وأكره الميناء
- وأردف في مفكرتي:
- على الميناء
- وقفت. وكانت الدنيا عيون الشتاء
- وقشرة البرتقال لنا.. وخلفي كانت الصحراء!
- رأيتك في جبال الشوك
- راعية بلا أغنام
- مطاردة، وفي الأطلال..
- وكنت حديقتي، وأنا غريب الدّار
- أدقّ الباب يا قلبي
- على قلبي..
- يقوم الباب والشبّاك والإسمنت والأحجار!
- رأيتك في خوابي الماء والقمح
- محطّمة.. رأيتك في مقاهي الليل خادمة
- رأيتك في شعاع الدمع والجرح.
- وأنت الرئة الأخرى بصدري..
- أنت أنت الصوت في شفتي..
- وأنت الماء، أنت النار!
- رأيتك عند باب الكهف.. عند الدار
- معلّقة على حبل الغسيل ثياب أيتامك
- رأيتك في المواقد.. في الشوارع..
- في الزرائب.. في دم الشمس
- رأيتك في أغاني اليتم والبؤس!
- رأيتك ملء ملح البحر والرمل
- وكنت جميلة كالأرض.. كالأطفال.. كالفلّ
- وأقسم:
- من رموش العين سوف أخيط منديلاً
- وأنقش فوقه لعينيك
- واسماً حين أسقيه فؤاداً ذاب ترتيلاً.
- يمدّ عرائش الأيك..
- سأكتب جملة أغلى من الشهداء والقبّل:
- فلسطينية كانت.. ولم تزل!
- فتحت الباب والشباك في ليل الأعاصير
- على قمر تصلّب في ليالينا
- وقلت لليلتي: دوري!
- وراء الليل والسور..
- فلي وعد مع الكلمات والنور..
- وأنت حديقتي العذراء..
- ما دامت أغانينا
- سيوفاً حين نشرعها
- وأنت وفية كالقمح..
- سماداً حين نزرعها
- وأنت كنخلة في البال،
- ما أنكسرت لعاصفة وحطّاب
- وما جزّت ضفائرها
- وحوش البيد والغاب..
- ولكني أنا المنفيّ خلف السور والباب
- خذني تحت عينيك
- خذيني، أينما كنت
- خذيني، كيفما كنت
- أردّ إلي لون الوجه والبدن
- وضوء القلب والعين
- وملح الخبز واللحن
- وطعم الأرض والوطن!
- خذيني تحت عينيك
- خذيني لوحة زيتّية في كوخ حسرات
- خذيني آية من سفر مأساتي
- خذيني لعبة.. حجراً من البيت
- ليذكر جيلنا الآتي
- مساربه إلى البيت!
- فلسطينية العينين والوشم
- فلسطينية الاسم
- فلسطينية الأحلام والهم
- فلسطينية المنديل والقدمين والجسم
- فلسطينية الكلمات والصمت
- فلسطينية الصوت
- فلسطينية الميلاد والموت
- حملتك في دفاتري القديمة
- نار أشعاري
- حملتك زاد أسفاري
- وباسمك صحت في الوديان:
- خيول الروم! أعرفها
- وإن يتبدل الميدان!
- خذوا حذّرا..
- من البرق الذي صكّته أغنيتي على الصوّان
- أنا زين الشباب، وفارس الفرسان
- أنا. ومحطّم الأوثان.
- حدود الشام أزرعها
- قصائد تطلق العقبان!
- وباسمك، صحت بالأعداء:
- كلى لحمي إذا ما نمت يا ديدان
- فبيض النمل لا يلد النسور..
- وبيضة الأفعى..
- يخبىء قشرها ثعبان!
- خيول الروم.. أعرفها
- وأعرف قبلها أني
- أنا زين الشباب، وفارس الفرسان
موقع: موضوع
Publicité
Publicité
Commentaires